سينوب - GoTürkiye
سينوب التي تتمتع بكنز ثقافي غني، هي مدينة قديمة مهمة، وكذلك هي مدينة تركية مهمة. وباعتبارها واحدة من أقدم المدن في الأناضول، والمرفأ الطبيعي الوحيد للبحر الأسود؛ فإنها تتميز بكونها أول مدينة أبحر فيها الأتراك. وبسبب هذا الموقع الجغرافي، عاشت جميع القبائل التي أرادت السيطرة على البحر الأسود في سينوب، باعتبارها مدينة بحرية وتجارية منذ العصور القديمة، وتركت فيها بقايا حضاراتها.
الاسم الأقدم المعروف لسينوب هو سينوفا وسينوبا. وتفيد المصادر أن المدينة حصلت على اسمها من المرأة الأمازون، أي الفارسة، تدعى سينوفا، يقال بأنها أسست هذه المدينة، أو من سينوب التي توصف في الأساطير بأنها ابنة الحورية لإله النهر أسوبوس. ووفقًا للأسطورة، يرى زيوس سينوب الجميلة، ويقع في حبها فجأة، ويحاول الحصول عليها بكل أنواع الطرق، لكنه يخفق. في النهاية، يعدها بأنه سيحقق لها كل أمنياتها مقابل عشقها له. تطلب الفتاة في خوف ألا يلمسها زيوس. ويلبي زيوس طلبها، ويعدها بأنه لن يلمسها، ويأخذ سينوب ويتركها عند الشواطئ الخضراء المورقة للبحر الأسود، باعتبارها من الأماكن المفضلة لديه، وهي شواطئ سينوب اليوم. وهناك معتقدات بأن هذه الجنية أعطت اسمها للمدينة.
وفي هذه المدينة ولد الفيلسوف الشهير في العصور القديمة ديوجين عام 412 قبل الميلاد، حيث يظهر تمثاله الرائع عند مدخل سينوب. ولهذا السبب يعرف في المصادر القديمة باسم ديوجين السينوبي. لقد انتصر ديوجين لفكرة إمكانية تحقيق السعادة من خلال العيش بأبسط طريقة، وأمضى حياته في برميل. وقد ذاع صيت هذا الفيلسوف في أنحاء العالم رغم حياته التي يصفها الآخرون بالبؤس، وقد زاره الإسكندر الأكبر، فالتقاه ديوجين دون خوف بخلاف الآخرين، فسأله الاسكندر: "هل تعرف من أكون؟" . ويجيبه ديوجين: "أنت عبد عبدي، لأن العالم عبدي، وأنت عبد العالم". ويعجب الإسكندر بجوابه، ويسأله إن كان هناك ما يريده منه. فتأتي إجابة ديوجين التي تتماشى مع فلسفته في الحياة: "احجب عني ظلالك، ولا أريد منك إحساناً آخر".
تقع سينوب في شبه الجزيرة الممتدة إلى البحر في أقصى شمال تركيا، وتتميز بجمالها الطبيعي الخلاب، وتتميز بخصائص القاعدة العسكرية بجغرافيتها الغنية بالغابات، وأسوارها التي تمتد عدة كيلومترات، ومعاقلها، وبواباتها وقلاعها. هذه المدينة التي تعاقب عليها حكم الدول البيزنطية والسلجوقية والعثمانية؛ بقيت باستمرار مركزًا للتجارة والثقافة. وسينوب، توقف في مينائه مصطفى كمال أتاتورك وهو في طريقه إلى سامسون، وأعطى فيها أول درس للحروف الأبجدية بعد إصلاحها، وأوصل المدينة إلى نقطة رمزية في تاريخ الجمهورية.
أطلال الآثار المتبقية من الفترة القديمة في مركز الولاية ومدنها، والآثار المتبقية من العصر السلجوقي والعثماني، أمثلة على العمارة المدنية المحلية في المدن والقرى، والتراث الثقافي غير المادي، والهضاب التي تم إعلانها مركزًا سياحيًا، والمسارات المعلنة للرياضات الطبيعية تحت الماء وفوق الماء، والمساحات الطبيعية المعلنة للسياحات البيئية، ورحلات القوارب التي توفر السياحة البحرية، والجمال الطبيعي المكون من الكهوف والشلالات والأودية، والشواطئ الممتدة لمسافة كيلومترات، والشواطئ المتكاملة مع الشمس، والحرف اليدوية التقليدية والمحلية، وأطباق الموائد ذات المؤشرات الجغرافية، والمهرجانات والمعارض والمهرجانات الفولكلورية المتعاقبة التي تشكل ميراثاً غنياً لا يقدر بثمن لسينوب، إلى جانب كونها مركزاً تجارياً وثقافياً، ... كل ذلك يجعل من سينوب ولايةً تحافظ على حيويتها كوجهة مهمة يمكن أن تخدم السياحة في بلدنا طيلة العام بأشهرها الاثني عشر، وولاية تعد زوارها بتجارب خاصة مختلفة.